تشجعي وارتدي القناع
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تشجعي وارتدي القناع
وبختني قريبتي المتفائلة جداً بالخير و الخبيرة للغاية بأحوال " الحريم " :
" لماذا هذا العبوس ؛ تذكري أننا ذاهبتان إلى دعوة على العشاء
لا إلى عزاء " !
قلت لها :" أموري اليوم ليست على ما يرام ولولا أني قد التزمت
بالحضور لما أتيت " .
وفي السيارة باغتتني وكأنها تحذرني من الاستسلام لحالة النكد
التي كانت تعصف بي :
" اسمعي_ ياشعاع _سندخل الآن إلى صالون كبير يضم حوالي خمسين امرأة ؛
و كل واحدة منهن غارقة في همومها حد أذنيها ومع ذلك ستجدينهن مرتديات
_ أقنعة السعادة _ و لسان حال كل منهن يقول :
" يا أرض انهدي ما أحد قدى " !
قلت لها: كيف ؟
فأخذت تعدد حكايات من واقع أليم ومؤسف لا يصدق لبعضهن بحكم
علاقاتها بهن ، دون التطرق للأسماء طبعاً ..
ثم استغرقت بالثرثرة على طريقتنا أثناء المشاوير الطويلة ،
وكان في قولها تقليب لبعض من _جروح _ فطلبت منها أن تصمت
رحمة بأعصابي!
قالت : " سترين بعينيك ، وستذهلك براعتهن في الصمود خلف الأ قنعة البراقة ؛
فكل واحدة منهن تتحدث وتتصرف أمام الأخريات وكأنها زوجة
" صاحب الجلالة ملك مملكة السعادة " بينما التعاسة تفوح منها
من على بعد مائة متر" !
ضحكت من فلسفتها بكل ما في قلبي من أسى . وعندما وصلنا ،
تقدمتني بالدخول إلى المجلس . و لما أخذت تسلم عليهن ؛
وقفت ُبرهة بالباب أتأمل دقة صنع الأقنعة !
ولم تبالغ قريبتي . كن أنيقات . مصففات شعورهن بعناية مبالغ فيها .
الأجساد محشورة في ثياب فاخرة والأقدام حبيسة أحذية من أرقى الماركات .
بعضهن جلسن محتضنات حقائب بذات الماركات ، كأمهات وصغيراتهن ،
وأخريات حقائبهن رابضة تحت أقدامهن كقطط أليفة من فصائل نادرة ونفيسة ..
وأصابع الأيادي كلها تقريباً في إسار خواتم ماسية خلابة ، والأعناق على تفنن الخالق
بنحتها تائهة في وهج الأحجار الكريمة المطعمة بها عقودهن وأطواقهن الثمينة ..
مضفية عليهن كلهن هالة " البراءة المطلقة " من شبهة تقليد السعادة ..
دلفت المكان مغالبة ضحكة منذرة بالانفجار ، وأخذت لا شعورياً
أمسح بشمولية عيون تعاساتهن بقبلات باردة حمقاء كعادتنا
نحن النساء اللاتي لا يفوقنا في التقبيل الـ بلا معنى لبعضنا البعض
إلا زوج الست سهى : المرحوم " أبو عمار " ..
وبينما كانت قريبتي تسلم على آخر المدعوات اللاتي وقفن للسلام عليها ،
وكنت أشق طريقي لصدر المجلس مسلمة على بعضهن ،
التفتت نحوي راسمة ابتسامة عريضة على وجهها ، ثم غمزت لي بطرف
عينها وكأنها ترسل لي رسالة فحواها :
" ألم أخبرك يا عزيزتي ، هيا تشجعي و ارتدي القناع ؟
" لماذا هذا العبوس ؛ تذكري أننا ذاهبتان إلى دعوة على العشاء
لا إلى عزاء " !
قلت لها :" أموري اليوم ليست على ما يرام ولولا أني قد التزمت
بالحضور لما أتيت " .
وفي السيارة باغتتني وكأنها تحذرني من الاستسلام لحالة النكد
التي كانت تعصف بي :
" اسمعي_ ياشعاع _سندخل الآن إلى صالون كبير يضم حوالي خمسين امرأة ؛
و كل واحدة منهن غارقة في همومها حد أذنيها ومع ذلك ستجدينهن مرتديات
_ أقنعة السعادة _ و لسان حال كل منهن يقول :
" يا أرض انهدي ما أحد قدى " !
قلت لها: كيف ؟
فأخذت تعدد حكايات من واقع أليم ومؤسف لا يصدق لبعضهن بحكم
علاقاتها بهن ، دون التطرق للأسماء طبعاً ..
ثم استغرقت بالثرثرة على طريقتنا أثناء المشاوير الطويلة ،
وكان في قولها تقليب لبعض من _جروح _ فطلبت منها أن تصمت
رحمة بأعصابي!
قالت : " سترين بعينيك ، وستذهلك براعتهن في الصمود خلف الأ قنعة البراقة ؛
فكل واحدة منهن تتحدث وتتصرف أمام الأخريات وكأنها زوجة
" صاحب الجلالة ملك مملكة السعادة " بينما التعاسة تفوح منها
من على بعد مائة متر" !
ضحكت من فلسفتها بكل ما في قلبي من أسى . وعندما وصلنا ،
تقدمتني بالدخول إلى المجلس . و لما أخذت تسلم عليهن ؛
وقفت ُبرهة بالباب أتأمل دقة صنع الأقنعة !
ولم تبالغ قريبتي . كن أنيقات . مصففات شعورهن بعناية مبالغ فيها .
الأجساد محشورة في ثياب فاخرة والأقدام حبيسة أحذية من أرقى الماركات .
بعضهن جلسن محتضنات حقائب بذات الماركات ، كأمهات وصغيراتهن ،
وأخريات حقائبهن رابضة تحت أقدامهن كقطط أليفة من فصائل نادرة ونفيسة ..
وأصابع الأيادي كلها تقريباً في إسار خواتم ماسية خلابة ، والأعناق على تفنن الخالق
بنحتها تائهة في وهج الأحجار الكريمة المطعمة بها عقودهن وأطواقهن الثمينة ..
مضفية عليهن كلهن هالة " البراءة المطلقة " من شبهة تقليد السعادة ..
دلفت المكان مغالبة ضحكة منذرة بالانفجار ، وأخذت لا شعورياً
أمسح بشمولية عيون تعاساتهن بقبلات باردة حمقاء كعادتنا
نحن النساء اللاتي لا يفوقنا في التقبيل الـ بلا معنى لبعضنا البعض
إلا زوج الست سهى : المرحوم " أبو عمار " ..
وبينما كانت قريبتي تسلم على آخر المدعوات اللاتي وقفن للسلام عليها ،
وكنت أشق طريقي لصدر المجلس مسلمة على بعضهن ،
التفتت نحوي راسمة ابتسامة عريضة على وجهها ، ثم غمزت لي بطرف
عينها وكأنها ترسل لي رسالة فحواها :
" ألم أخبرك يا عزيزتي ، هيا تشجعي و ارتدي القناع ؟
احمد الشدويعضو مشارك
-
عدد الرسائل : 78
العمر : 44
المزاج : رايق
نشاط العضو :
احترام القوانين :
نقاط : 43
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/12/2007
رد: تشجعي وارتدي القناع
الله يعطيك العافيه
فايز الغامديعضو نشيط
-
عدد الرسائل : 232
العمر : 34
الموقع : شبكة الوحيد بدنيتي
العمل/الترفيه : طالب ثانوي
المزاج : طيب
بلـــــــــدي :
رتبة العضو :
نشاط العضو :
حاصل على :
مزاجـــــــــي :
يستحق :
احترام القوانين :
وسام :
نقاط : 12
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 17/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى